responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 302
والطائف إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ من ان تكونوا مغلوبين إذ أنتم اثنا عشر الفا وعدوكم اربعة آلاف فَلَمْ تُغْنِ حينئذ كثرتكم عَنْكُمْ شَيْئاً من غلبة العدو مع قلتهم وَقد صرتم أنتم حينئذ من شدة رعبكم وخوفكم الى حيث قد ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ اى مع وسعتها فلم تجدوا فيها مقرا تتمكنون عليها من غاية رهبتكم ثُمَّ ادى أمركم وخوفكم الى ان وَلَّيْتُمْ ورجعتم أنتم مُدْبِرِينَ صائرين ظهركم على العدو منهزمين منهم
ثُمَّ بعد انهزامكم وإدباركم قد أَنْزَلَ اللَّهُ المتولى لأموركم سَكِينَتَهُ اى رحمته الموجبة للقرار والوقار والطمأنينة عَلى قلب رَسُولِهِ وَعَلَى قلوب الْمُؤْمِنِينَ الذين تمكنوا معه واستقروا حوله اتكالا على الله واتفاقا مع رسوله وَبتثبيت الرسول وتمكينه وتقرير من تبعه قد أَنْزَلَ سبحانه نصرة لنبيه من الملائكة جُنُوداً مجندة لَمْ تَرَوْها باعينكم وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا بنزولها عذابا شديدا من القتل والأسر والإذلال في النشأة الاولى وفي الاخرى بأضعافها وَذلِكَ اى ما لحقهم من انواع الإذلال جَزاءُ الْكافِرِينَ المحاربين مع الله ورسوله روى ان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج بعد فتح مكة نحو حنين لقتال هوازن وثقيف مع عشرة آلاف من المهاجرين وألفين من الطلقاء وكان العدو اربعة آلاف فاعجب المسلمين كثرتهم فلما التقوا قالوا لن نغلب اليوم لان العدو في غاية القلة فكره الله منهم قولهم هذا وإعجابهم فاقتتلوا قتالا عظيما فغلب العدو عليهم فولوا منهزمين فبقى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع شرذمة قليلة فأراد ان يقتحم على العدو بنفسه فأخذ عمه العباس بعنانه فنزل صلّى الله عليه وسلّم وقبض قبضة من التراب ورمى نحو العدو وذلك عند نزول الملائكة فقال حينئذ
انا النبي لا كذب ... انا ابن عبد المطلب
الآن قد حمى الوطيس اى التنور فأمر العباس ان يصيح على الناس المنهزمين فصاح يا عباد الله يا اصحاب الشجرة يا اصحاب سورة البقرة فكروا عنقا واحدا فاستقبلوا قائلين لبيك لبيك فصفوا خلف الملائكة وازدحموا وهجموا على العدو والريح من خلفهم ومن امام عدوهم فانهزم العدو بنصر الله وتأييده
ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ويوفق عَلى مَنْ يَشاءُ إيمانه من أولئك المنهزمين فأتوا رسول الله وآمنوا فاعطى صلّى الله عليه وسلّم من سبى منهم بلا فدية وَاللَّهُ المصلح لأحوال عباده غَفُورٌ يغفر لمن تاب وآمن رَحِيمٌ يقبل توبته ويرحم عليه ان أخلص
ثم قال سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مقتضى ايمانكم ان تذبوا وتدفعوا اهل الشرك عن الحرم إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ المنغمسون في خباثة الشرك والضلال نَجَسٌ يجب ان يطهر بيت الله منهم فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا اى سنة حجة الوداع وَإِنْ خِفْتُمْ ايها المؤمنون بسبب إخراجهم ومنعهم عن الحرم عَيْلَةً فقرا وقلة زاد ومكسب فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وسعة رزقه إِنْ شاءَ ترفهكم واتساعكم إِنَّ اللَّهَ المدبر لأمور عباده عَلِيمٌ بمصالحهم حَكِيمٌ في إتيانها عند الحاجة ومقدارها
وبالجملة قاتِلُوا ايها الغزاة الحماة لدين الله المشركين الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وتوحيده وَلا يصدقون بِالْيَوْمِ الْآخِرِ المعد لجزاء الأعمال وان تفوهوا بالإيمان مداهنة ونفاقا لا تبالوا بايمانهم هذا وَهم ليسوا مراعين على مقتضى الايمان إذ لا يُحَرِّمُونَ من المحرمات ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ باذنه سبحانه وَبالجملة أولئك البعداء المنهمكون في بحر الغفلة والغرور لا يَدِينُونَ ولا ينقادون دِينَ الْحَقِّ المنزل على الحق ليصلوا الى مقر التوحيد وان كانوا؟؟؟

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست